لحظة لقــــــــــــــــــــاء........
ثلاثون دقيقة , ونكون سوية ...
ثلاثون دقيقة , وتبرق العين للعين رسالة شفويّة ..
ثلاثون دقيقة , ونكون كلانا لبعضنا هدية ...
فتنتاب أرجائي هواجسا مريرة ..
وأشواقا وآلاما تعبر أفقي ..
واهتزازات يسيرة ..
في تعرجات الروح والتواءات البدن ..
فترتبك بها طرقي ..
عبثا تحاول ان يكون كل زمانها عشقا لنفس الوطن ..
فتستبدّ بيّ زقزقزة العصافير وأنا اهاتفها عبر الاثير ..
لكنها سرعان ما تنتهي اللحظات سرعانها ..
فنتطلق أجزاء روحي ذبذبات ..
رغم زحام المدينة وجلجلة العربات ..
فكم تمنيت لو ان لي أنطلاقة النفس الأثيرية ..
فنكون في صحونا كما الأجفان , نلتقي في كل لحظة ..
أم انها نقر عصفور جائع على طبق من نحاس ؟..
والتقاء جفون قاربها النعاس ..
كي نكون معا بلا زمن ..
أتراه لا يسمعني , أم انني لست بسائله ؟!
وأتمتم مع نفسي في وداعة ..
ثلاثون دقيقة , ما أقسى عقارب الساعة ..
أتراها عشقت سير السلحفاة ؟! ..
وأناس كتب عليهم مرارة الحياة ؟! ..
لحظات جميلات مؤلمات ..
لهنّ أرتعادة الشتاء , وهجير صيف مترب
وقساوة بيئتي , وهفهفة الثياب المعطرة ..
على شاطئ المدينة المجهولة ..
كي نكون معا .. حيث لا أحد ..
ما أكثر النفاق في هذا البلد..
فنحيا اصحاء بلا حسد ...
أم انها الحياة هكذا ؟!..
ترتضي أناسا بلا ضمائر ..
ليكتمل الجمال بالقباحة ..
وتكون الشجيرات نصف عارياتٍ مستباحة ..
كفتاةٍ هربت من بيت ابيها بلا أساور ..
أتراها فقدت أحاسيسها ؟! ..
أم أن هذه هي المشاعر ؟!!!..
هكذا أذن كي يستمر الوجود.!!... انه النفاق له وقود..
وتنحسر الظلال الى زوال ....
وانا بجانب ذلك الجدار الكاذب ..
ويعبر الزمن وأنا أرتعد..
كخيمة بلا وتد ..
لحظات لا أرى فيها أحد ..
سوى عينيك وربّ الصمد..
أمتلك الدنيا وابيعها في هباء ..
فدية لابتسامة اللقاء ..
للرموش الناعمة الخفيّة..
لوشوشة الثياب وأنحسار الربطة السوداء
عن ظفيرة الشعر السخيّة ..
فكم تمنيت لو أنها لحظة السكر الابديّة..
لحظة أغتنائي وأمتلائي وتحليقي في الافق ..
دون ضجيج ولا ابواق سيارات ..
ولا دخان يلوث حمرة الغسق ..
وكأني قد عرفتك قبل أن أعرفك ..
فأنا (..........) هويتي
وبدونه أعيش بلا هوية ..
أنها لحظات أنسانيتي العظمى ..
تلك التي نكون فيها معا ..
وتكون الكلمات ارواحا ..
فيعشق صوتك الهامس أذني ,..
كعشقي لضوء القمر ..
وتلك القامة المهفهفة النديّة .
وأنامل تمسك بمعالمي ..
وألحاظ لاهثات في اشتياق ..
وبعض عطور تذوب في دمي..
فتورق من جديد نضارتي , ويزداد ائتلاق ..
كطفل يلقى أمّه ..
بعد أن أضاعها منذ حين ..
كتأوه شيخ قد أضاع من عمره ,,
دون قرار أو شاطئ برّ أمين ..
آه لو ترجع بعض السنين ..
لصمت وصليت وخفّت ربّ العالمين ..
لعشت حقيقتي .. وعرفت أحبائي وأعدائي ..
وولولة الشامتين ...
نعم أنها لحظات أنسانيتي العظمى..
تلك التي أسمع فيها حكايات مرصعة دافئة ..
ببعض أنفاس لاهثة ...
والفاظ أرى الراء فيها ناتئة ..
وقهقهات أجد نشوتي فيها ..
والتقاء الذات بالذات ...
أتراني أرافق نفسي ؟! ..
أم أن روحي التي فيك قد عطرتها الكركرة ؟!..
أم أن زماني تعب الترجل ؟!..
عشق الصمت , سئم الثرثرة ..
أيها الزمن ..!! .. بالله هوّن خطاك ..
مالي أراك !!! .. منذ حين تسمرت قدماك ..
ثلاثون دقيقة ..
والأن تركض مهرولا ..ماذا دهاك ؟؟؟
كن حبيبا لنا وألا نحن ابدلناك
ببعض همس عبر الافق ..
وألتقاء دائم , وسخاء من العيون ..
معطر بعبق الفؤاد .. وهدهدة السنين ..
وتأمل وشوق وأمتلاك , وفكر حاذق ..
وتحية ترجع أليّ سنيني الضائعات ..
فليس الفكرة أن أراه أو يراني ..
بل الفكرة ان يكون زمانه زماني ...
وحيث يكون يبقى الفؤاد مكاني ..
لا , لن يعود الضجر ..
ولن تعود الهزيمة من جديد ...
ولن يهجر طائر النورس ميناه ..
ولن أرفض انسانيتي مرة أخرى ..
أو يمتلكني طيش الوعيد ..
مادام للقلب نبض ..
أني وجدت بعضي ...
وسأنقش على محراب قلبي أسمك من جديد ..
وأقول هيهات .. هيهات ...
’تتعبه الخطى .. أو أن ’يلوّح بالراية البيضاء .
في أول التنهيـــــــــــد ..
فهل تغادر الحدقات أجفانها ؟!...
أو تنكر المعروف في غير مكانها ؟! ..
أو أن الطريق القويم قد عاد يتعبها ؟..
أم أنها موجة عنيدة تسلقت قسوة الصخور ؟؟..
فآنكفأت مدماة الجبين .. بلا معين ..
لا , لن .. ألين .. سأكون كالحديــــــــــــــــــــــد..
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -